كتاب أساسيات علم الأعصاب في تفسير التعلم

أساسيات علم الأعصاب في تفسير التعلم




تفاصيل الكتاب

تأليف : عادل آتشي
نشر : ألف للطباعة والنشر
سنة النشر : 2016


مقدمة الكتاب

جذب انتباهي الدراسات الأروبية خاصة الفرنسية والإنجليزية و الألمانية حتى الدراسات الأمريكية التي دوما تفسر الجوانب البيولوجية والعصبية والفيزيولوجية في تحديد العلل النفسية، وتتفنن في تصميم النماذج العلاجية والإرشادية لمساعدة الأفراد على تجاوز مشكلاتهم أو لتطوير قدراتهم النفسية ، ومن أهم الباحثين الرائدين سولمز بنجامين ستورا ، فراز، أرموند ، ألدمان دونالد هاب ، فرانز جوزيف جال ، وغيرهم من الباحثين المعاصرين الذين تحمل دراساتهم الكثير من التفسيرات ، وغفلت عليها المدارس العربية في تفسير السلوك التعلمي والذي له مزاوجة مع علم النفس وهي تفسيرات رائدة في الدول المتقدمة ، فارتأيت أن أقرب بعضها للباحث العربي ، وخاصة في ميدان علم النفس .

تتناول دراساتنا الحالية الكثير من التعليقات والتفسيرات منها المكملة لبعضها البعض وخاصة الدراسات التتبعية التى توصل إليها رواد نظرية معينة عبر عقود من الزمن، أو فرق بحث ، ومنها اختلافات حول التفسير حسب المدارس المفسرة وحسب النتائج المتوصل إليها من خلال الملاحظات والتجريب ولا يمكن الجزم في مصداقيتها أو في نتائجها بالرفض أو القبول بل هي تفسيرات توصلت لبيانات قد تثبت فعاليتها عبر دراسات أخرى وقد يثبت عكسها ويتم رفضها أو تعديلها ، فالتعامل مع التفسيرات المقدمة من الوجهة النظرية المعتنقة لدى الباحثين تسمح لهم بتفسير الكثير من الظواهر ووضع مقاربات تشخيصية وأخرى علاجية في التعامل مع الحالات الاضطرابية أو لغرض تطوير قدرات الفرد ، وهي قواعد تبنى عليها التفسيرات اللاحقة .

والتعامل مع تخصصين علم الأعصاب وعلم النفس يعني التكامل لتفسير سلوكات الإنسان ، وتقديم الأفضل لتحسين حياته ، ومحاولة تقديم نموذج فعال وإيجابي لتفسير أهم عنصر في الإنسان وهو التعلم ، ولا يقتصر علم النفس على مدرسة التحليل النفسي، بل على عدة مدارس سلوكية وأخرى معرفية أو كلاهما، إلا أنه يجب أن نحدد تاريخيا تفسير بعض الاضطرابات التي فسرتها المدرسة الكلاسيكية التحليلية التي كانت سباقة وتابعة بعد علم الأعصاب في التعامل مع الأمراض والاضطرابات العصبية والنفسية، ولا زالت لحد الساعة هذه التفسيرات والنماذج تثبت تواصلها أو لم يتم إثبات عكسها ، ومنها ما قد تغير جذريا مع ظهور مدارس ونظريات حديثة ومنها ما تم تعديله

وتناولت الكثير من الدراسات والنظريات المقاربة بين تخصص علم النفس وتخصص علم الأعصاب التناول للأمراض العصبية والنفسية ، لكن عامل التعلم يبقى الكثير منه مجهولا أو غير مفسر لدى الكثير من التخصصات ، فأردنا تقديم تصور نظري يسمح بفهم آليات التعلم وتأثيره في الدماغ وكيفية التأثير بالعكس .

وتلتزم أهم الدراسات العالمية بالتهجين بين عدة تخصصات لغرض البحث والتوسيع والتأكد من الظاهرة والتعاون على التشخيص والعلاج ومساعدة الأفراد وتفسير الظواهر والمتغيرات ، فعلم النفس العصبي وعلم النفس ليس بالجديد على التزاوج بينهما ، إلا أن المنظور الحديث في تفسير عدة ظواهر إختلف وتغير، ومن الواجب المرور عبر هذه المفاهيم الجديدة التي تهم الطالب والمختص، وأيضا إدماج وتفسير علاقة التخصصين بمفهوم التعلم وهو النظرة الجديدة في تفسير السلوك المعقد الذي يعتبر لب الحياة الإنسانية وقاعدة الاختلاف عن الكائنات الحية الأخرى وقاعدة الاختلاف بين البشرية بحد ذاتها، ودوما هو الطاقة المتجددة لتغيير الحياة للأفضل وهو سبيل التوافق مع الحياة اليومية والاجتماعية ودراستنا اليوم هي مجال من زاوية محدودة لا تلم بالتعلم ككل، بل تمر عبر زاوية أو نقطة التناول العصبي والتناول النفسي لهذا المفهوم في تفسير أساليب تغيير السلوك الإنساني .

وأذيبت حاليا الحواجز بين الجانب النفسي والجانب الجسمي ، فكل تصور حول الذات السلبي يؤثر في الجسم بأن يكون سلبيا ومعرضا للأمراض وسوء التوافق وخاصة المشاعر السلبية تؤدي لتضاءل عمل جهاز المناعة الدموية ويكون عرضة للاضطراب النفسي وفي نفس الوقت الاضطراب الجسمي ، وكل تفاؤل وتصور عن الحياة بإيجاب وتوافق يعني جسم يستطيع التوافق في الحركة والكيان، فتهجين التخصصات بين البيولوجي والنفسي قد قطع أشواطا يمكنها مساعدة الفرد على تجاوز الأزمات والصعوبات وأن يتعلم منها وتصير منهجا في حياته وأسلوبا فعالا في تعاملاته اليومية ، ومنها كل تعلم ايجابي يعني حياة أفضل في الجانبين الجسمي والنفسي .

ويتناول هذا الكتاب مبادىء أولية أو اساسيات في تفسير التعلم لدى تخصص علم الأعصاب ، وهي مفاهيم وتفسيرات حديثة مقدمة لأهل التخصص والتخصصات المقاربة وخاصة علم النفس وعلوم التربية لتفسير الكثير من الحالات اليومية ، ولتغيير المنظور الكلاسيكي أو تعديل التفسيرات السابقة بناءا على الدراسات والنتائج الحديثة، وينقسم المؤلف إلى سبعة فصول متكاملة حاولنا من خلالها جمع أهم المبادىء المفسرة للتعلم فاستهلنا الكتاب بتركيبة ووظيفة الدماغ ، ثم الفصل الثاني تفسير علم الأعصاب للأمراض النفسية والعصبية ، الفصل الثالث التعلم في الجهاز العصبي، الفصل الرابع التعلم الجديد الفصل الخامس اللغة الدماغية ، الفصل السادس الصد والتعلم وأخيرا الفصل السابع تعلم الطفل ، مع خلاصة للفصول أو لمحتوى الكتاب ، ونهاية كل فصل حاولنا تقديم ما يمكنه أن يقرب الجانب التطبيقي للنظرية أو المقاربة في الحياة اليومية للتعلم

وفي كل الأحوال لا يمكن تفكيك الفصول عمليا بل هي متكاملة في تفسير التعلم ، ولا يمكن أيضا أن تلم هذه الفصول بكل أساسيات ومبادىء التعلم لدى علم الأعصاب فهو متشعب ولكن نميز بين أهم المحطات التي تبنى عليها التفسيرات لغرض تقريب المفاهيم، وخدمة التخصصين علم النفس وعلم الاعصاب.

رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed