التفكير بطرق مختلفة
مهارات وتطبيقاتتفاصيل الكتاب
تأليف : فهد خليل زايدنشر : دار النفائس
سنة النشر : 2009
وصف الكتاب
إن التفكير القويم مطلب نحاول تحقيقه، ونحن نفكر في تنمية الذات، وهو مطلب عظيم، فلا بد أن نعلم بأن تحقيقه ليس رحلة قصيرة قريبة المنال، وإنما هي رحلة طويلة وشاقة ولكنها ممكنة وممتعة. وهي خطوات متتابعة تبدأ بخطوة وتستمر مدى الحياة، فطالما أن الإنسان موجود فهو مفكر، وطالما فكر فهو بحاجة إلى أن يكون تفكيره قويماً سليماً.إن من طبيعة العمل في الأمور العقلية وأعمال التفكير والاستنباط وجود فراغات لا يمكن ملؤها إلا عن طريق الاجتهاد، ولا يخفى من وجه آخر أن علامة انفعالاتنا بأدمغتنا ليست علاقة توافق، حيث نجد في حالات كثيرة أن انفعالاتنا تسيطر على عقولنا، ونبدأ بالتفكير تحت تأثير الرغبة والهوى مما يبعدنا عن الحقيقة إضافة إلى قصور العقل البشري حيث يعجز عن إدراك المسائل الكلية مما يجعلنا حين نتعامل مع هذه المسائل نقع في الكثير من الخطأ وسوء التقدير.
إن تنقية التفكير يجب أن تسبق تزويد عقولنا بطرق التفكير والمبادئ الثقافية الصحيحة. وفي الواقع تبدأ رحلة التفكير القويم بثلاثة محاور رئيسية هي المعرفة والمهارة والسلوك، ولا يمكن أن يتم التفكير الناجح القويم بإحدى هذه المحاور فقط، ويأتي السلوك طبقاً للقيم والمبادئ والعقيدة التي يؤمن بها الإنسان، وإذا كانت الأخلاق هي التي تحدد جوهر الإنسان، وصلاح القلب، وطهر النفس، فهي أيضاً تظهر معدنه الأصيل وخصاله المحمودة، وصفاته الرفيعة وقيمه السامية.
وفي الوقت الحاضر تعالت الأصوات من قبل المربين، فأخذوا ينادون بضرورة تعليم التفكير للطلبة، نظراً لأنه مهارة عقلية يجب إعطاؤها الاهتمام المباشر، ويتبين بما لا يدع مجالاً للشك أن إقرار تعليم التفكير في المدارس وإدراجه في قائمة المواد الدراسية يعد ضرورة تربوية لا يمكن الاستغناء عنها، ولا مفر من الأخذ بها إذا كان الهدف بناء جيل مفكر، وإنشاء مجتمع متماسك يتصف أبناؤه بالإدراك والوعي.
لقد أصبح من وظيفة التربية أن تعنى بتعليم الناس كيف يفكرون، وتحذرهم من أخطاء التفكير وتدربهم على أساليبه السديدة حتى يستطيعوا أن يشقوا طريقهم في الحياة بنجاح ويدعموا بناء الحضارة، وما هذا الكتاب إلا محاولة لإكساب المتعلمين مهارات متطورة في التفكر والقدرة على التعايش والإنتاج في مجتمع الحضارة القادم.