الاتصال في الارشاد
تفاصيل الكتاب
تأليف : عدنان محمود الطوباسينشر : دار المسيرة
سنة النشر : 2019
نبذة عن موضوع الكتاب
يُعد الاتصال أحد أهم الأعمدة الأساسية التي ترتكز عليها عملية الإرشاد بكافة أشكالها وأبعادها. فالإرشاد، سواء كان نفسيًا أو تعليميًا أو مهنيًا، يتطلب تفاعلاً عميقًا بين المرشد والموجه وبين الشخص الذي يحتاج إلى الدعم والإرشاد. ومن هنا تأتي أهمية فهم ديناميكيات الاتصال وتطوير مهاراته لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من العملية الإرشادية.أهمية الاتصال في الإرشاد
الاتصال الفعّال يشكل جسرًا أساسيًا لبناء الثقة بين المرشد والمسترشد. فهو الوسيلة التي يتم من خلالها تبادل المعلومات، التعبير عن المشاعر، وفهم الاحتياجات الشخصية لكل طرف. بدون اتصال واضح ومباشر، قد يصبح من الصعب على المرشد تقديم المساعدة المناسبة، كما قد يشعر المسترشد بعدم الفهم أو القبول.في السياق الإرشادي، الاتصال ليس مجرد تبادل للكلمات، بل هو عملية شاملة تتضمن الاستماع النشط، التفاعل غير اللفظي، وفهم الرسائل الضمنية التي قد لا يتم التعبير عنها بشكل مباشر. هذه العناصر مجتمعة تسهم في خلق بيئة آمنة وداعمة حيث يمكن للمسترشد أن يعبر عن مشاكله ومخاوفه دون قلق.
أنواع الاتصال في الإرشاد
الاتصال اللفظي :يشمل الكلمات والجمل التي يستخدمها المرشد أثناء الجلسات الإرشادية. يجب أن تكون اللغة المستخدمة واضحة وبسيطة بحيث يسهل على المسترشد فهمها. كما يجب أن تكون مراعية للثقافة والخلفية الاجتماعية للمسترشد.
الاتصال غير اللفظي :
يلعب هذا النوع دورًا كبيرًا في الإرشاد، حيث يشمل الحركات الجسدية، تعابير الوجه، نبرة الصوت، والمساحة الشخصية. هذه العناصر تساعد في تقوية العلاقة بين المرشد والمسترشد وتعزيز الشعور بالأمان والثقة.
الاتصال عبر الاستماع :
يعتبر الاستماع النشط أحد أهم مكونات الاتصال في الإرشاد. يتعلق الأمر بالاستماع بانتباه لما يقوله المسترشد، وليس فقط سماع الكلمات ولكن أيضًا فهم المعاني الكامنة خلفها. الاستماع الفعال يظهر للمسترشد أن المرشد يعي مشاعره وظروفه.
الاتصال الكتابي :
في بعض الحالات، قد يكون هناك حاجة إلى استخدام الاتصال الكتابي، مثل تدوين الملاحظات أو إرسال رسائل توجيهية. يجب أن يكون هذا النوع من الاتصال دقيقًا وموضوعيًا لتجنب أي سوء فهم.
مهارات الاتصال الفعّال في الإرشاد
لكي يكون المرشد فعالًا في التواصل مع مسترشديه، عليه أن يطور مجموعة من المهارات الأساسية:الاستماع النشط :
يعني التركيز الكامل على ما يقوله المسترشد دون مقاطعة أو الحكم المسبق. يجب على المرشد أن يعكس فهمه لما يقوله المسترشد باستخدام تقنيات مثل إعادة صياغة الكلام أو تلخيص النقاط الرئيسية.
التواصل غير اللفظي :
يجب أن يكون المرشد حساسًا لenguage الجسدية الخاصة به وللمسترشد. يجب أن يظهر اهتمامه من خلال الاتصال البصري، وضعية الجسم، وتعبيرات الوجه.
تقديم التغذية الراجعة :
تقديم ردود فعل بناءة للمسترشد يمكن أن يعزز ثقته بنفسه ويحفزه على المضي قدمًا في تحقيق أهدافه. يجب أن تكون هذه التغذية الراجعة موضوعية وغير حكمية.
إدارة الحوار :
المرشد يجب أن يكون قادرًا على إدارة الحوار بطريقة تجعل المسترشد يشعر بالراحة في التعبير عن أفكاره ومشاعره. يمكن تحقيق ذلك من خلال طرح أسئلة مفتوحة تشجع على النقاش العميق.
التحلي بالتعاطف :
التعاطف هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين ووضع نفسك مكانهم. في الإرشاد، يعد التعاطف أداة أساسية لبناء علاقة قوية قائمة على الفهم والدعم.
تحديات الاتصال في الإرشاد
على الرغم من أهمية الاتصال في الإرشاد، إلا أنه قد يواجه العديد من التحديات، منها:- اختلاف الثقافات واللغات : قد يؤدي اختلاف الخلفيات الثقافية أو اللغوية إلى سوء فهم أو عوائق في التواصل.
- المقاومة من قبل المسترشد : بعض الأفراد قد يكونون غير راغبين في فتح قلوبهم أو التحدث بصراحة.
- الافتراضات الخاطئة : إذا لم يكن المرشد حذرًا، فقد يعتمد على افتراضات غير دقيقة حول حالة المسترشد.
حلول لتحسين الاتصال في الإرشاد
للتغلب على هذه التحديات، يمكن للمرشدين تبني استراتيجيات مثل:- تحسين مهاراتهم في فهم الثقافات المختلفة.
- بناء علاقة قوية قائمة على الثقة منذ البداية.
- استخدام أساليب متعددة في الاتصال لتلبية احتياجات المسترشد.
- توفير بيئة آمنة وخالية من الأحكام.
يمثل الاتصال العنصر المحوري في نجاح العملية الإرشادية. من خلال تطوير مهارات الاتصال الفعّال، يمكن للمرشدين بناء علاقات قوية قائمة على الثقة والتفاهم، مما يساهم في تحقيق أهداف المسترشدين وتطوير قدراتهم الذاتية. في نهاية المطاف، الاتصال ليس مجرد أداة للتواصل، بل هو جسر نحو التغيير الإيجابي والنمو الشخصي.
رابط الكتاب
للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا