كتاب الدافعية والنجاح المدرسي

الدافعية والنجاح المدرسي


تفاصيل الكتاب

تأليف : آلن ليوري، فابيان فونوليت (Alain Lieury- Fabien Fenouillet)
نشر : المركز العربي للتعريب والترجمة والتأليف والنشر
سنة النشر : 2000


نبذة عن موضوع الكتاب

تُعد الدافعية واحدة من العوامل النفسية الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على النجاح الأكاديمي للطلاب. فالتعليم ليس مجرد عملية نقل للمعلومات، بل هو تفاعل ديناميكي بين الطالب والمعلم والمادة العلمية، حيث يلعب دور الدافعية دورًا محوريًا في تحديد مستوى التحصيل الأكاديمي وتحقيق النجاح المدرسي.

مفهوم الدافعية

الدافعية هي القوة الداخلية التي تحفز الفرد للقيام بسلوك معين لتحقيق هدف معين. وفي السياق المدرسي، يمكن تعريفها بأنها الرغبة أو الحافز الذي يدفع الطالب إلى المشاركة في العملية التعليمية، سواء من خلال التركيز أثناء الدراسة، اجتياز الاختبارات، أو تحقيق أهداف تعليمية محددة. هناك نوعان رئيسيان للدافعية:
  • الدافعية الداخلية : وهي الدافع الذاتي الذي يأتي من داخل الطالب نفسه، مثل الرغبة في تعلم شيء جديد، الشعور بالإنجاز الشخصي، أو الاستمتاع بالمعرفة.
  • الدافعية الخارجية : وتتعلق بالمحفزات الخارجية مثل الجوائز، العلامات العالية، أو الضغط الاجتماعي لتجنب الفشل.

أهمية الدافعية في تحقيق النجاح المدرسي

تشير العديد من الدراسات إلى وجود علاقة قوية بين مستوى الدافعية لدى الطلاب ونتائجهم الأكاديمية. الطلاب الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الدافعية هم أكثر احتمالاً لأن يكونوا ناجحين مقارنة بأولئك الذين يفتقرون إلى الحافز. ومن أهم جوانب هذه العلاقة:
  • زيادة التركيز والانتباه : عندما يكون الطالب مدفوعًا داخليًا أو خارجيًا، فإنه يميل إلى التركيز بشكل أكبر على المادة التعليمية، مما يؤدي إلى فهم أفضل واستيعاب أعمق للمعلومات.
  • إدارة الوقت بشكل فعال : الطلاب المتحمسون لتحقيق النجاح يكونون أكثر قدرة على تنظيم وقتهم وإدارة أولوياتهم، مما يساعدهم على إكمال المهام والأعمال المدرسية في الوقت المناسب.
  • تطوير المهارات الشخصية : الدافعية تساهم في بناء الثقة بالنفس والقدرة على التغلب على الصعوبات والتحديات، وهو ما يعزز من قدرة الطالب على التعامل مع ضغوط الحياة الأكاديمية.
  • تحسين الأداء الاختباري : الطلاب المحفزين يظهرون أداءً أفضل في الاختبارات والامتحانات، لأنهم يقضون وقتًا أطول في المذاكرة والاستعداد بشكل جيد.

عوامل تؤثر على الدافعية المدرسية

هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تؤثر إيجابيًا أو سلبًا على دافعية الطلاب نحو النجاح المدرسي:
  • الأسرة : الدعم العاطفي والمادي من الأسرة يلعب دورًا مهمًا في تعزيز دافعية الطلاب. عندما يشعر الطالب بأن أفراد أسرته يقدرون جهوده ويقفون بجانبه، فإنه يصبح أكثر حماسًا لتحقيق النجاح.
  • المعلم : دور المعلم لا يقتصر فقط على تقديم المعلومات، بل يمتد ليشمل تحفيز الطلاب وتحفيزهم على التفكير الإبداعي والبحث عن المعرفة. المعلم الذي يستخدم أساليب تعليمية مبتكرة ومسلية يمكنه أن يزيد من دافعية طلابه.
  • بيئة المدرسة : البيئة التعليمية الآمنة والمشجعة تساعد في تعزيز الدافعية لدى الطلاب. المدارس التي توفر بيئة تعليمية مشجعة وداعمة تساهم في تحسين مستوى الأداء الأكاديمي.
  • أهداف الطلاب : الطلاب الذين لديهم أهداف واضحة وواقعية يكونون أكثر دافعية لتحقيقها. لذلك، من المهم أن يساعد المعلمون والإرشاد النفسي الطلاب على تحديد أهدافهم ووضع خطط لتحقيقها.
  • التغذية الراجعة : تقديم التغذية الراجعة الإيجابية للطلاب يمكن أن يعزز من ثقتهم بأنفسهم ويدفعهم للعمل بشكل أفضل.

استراتيجيات لتعزيز الدافعية المدرسية
لتعزيز الدافعية لدى الطلاب، يمكن اتباع عدد من الاستراتيجيات التي تهدف إلى خلق بيئة تعليمية مشجعة:
  • تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس : يجب على الطلاب أن يعرفوا ما هو متوقع منهم وأن تكون الأهداف التي يسعون لتحقيقها واضحة ومعقولة.
  • إدخال العناصر التفاعلية والمسلية في التعليم : استخدام التكنولوجيا الحديثة والألعاب التعليمية يمكن أن يجعل العملية التعليمية أكثر إثارة وجاذبية.
  • تشجيع العمل الجماعي : العمل في مجموعات يمكن أن يعزز من الدافعية من خلال تعزيز التعاون والتفاعل بين الطلاب.
  • إشراك الطلاب في صنع القرار : عندما يشعر الطلاب بأنهم جزء من عملية صنع القرار حول كيفية تعلمهم، فإن ذلك يزيد من شعورهم بالمسؤولية والمشاركة.
  • إبراز الإنجازات الصغيرة : الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة يمكن أن يعزز من دافعية الطلاب ويحفزهم على استمرار العمل الجاد.
  • توفير الدعم النفسي والعاطفي : يجب على المعلمين والأسر أن يقدموا الدعم النفسي والعاطفي للطلاب، خاصة في الأوقات الصعبة.

الدافعية هي العنصر الأساسي الذي يحدد نجاح الطلاب في المدرسة. لتحقيق نجاح مدرسي حقيقي، يجب على جميع الأطراف المعنية (الأسرة، المعلمون، المؤسسات التعليمية) العمل معًا لخلق بيئة تعليمية تحفز الطلاب وتدفعهم نحو تحقيق أقصى إمكاناتهم. من خلال تعزيز الدافعية الداخلية والخارجية، يمكننا أن نسهم في بناء جيل من المتعلمين الواعدين القادرين على مواجهة تحديات المستقبل بنجاح.


رابط الكتاب

للحصول على نسخة 👈 اضغط هنا
Mohammed
Mohammed